السياحة العلاجية في الاردن

Petra

يتميز النشاط السياحي بتعدد أنماطه، ومن أهم هذه الأنماط السياحة العلاجية، وهي من أهم الأنماط السياحية التي تهتم بها الدول المتقدمة سياحياً نظراً لأهميتها الاقتصادية، وقد عَرَف الإنسان السفر بغرض الاستشفاء منذ زمن بعيد يرجع إلى العصر الروماني ، حيثما عرفت المنتجعات الاستشفائية التي كانت تقدم الخدمات والتسهيلات بهدف المساهمة في علاج العديد من الأمراض مثل: الروماتيزم وغيرها من الأمراض.

اجتهد العديد من الخبراء والمختصين في وضع تعريف محدد للسياحة العلاجية ، فمنظمة السياحة العالمية عرفت السياحة العلاجية بأنها ،” وفرة الخدمات العلاجية المتمثلة في الموارد الطبيعية للدولة وبالأخص المياه المعدنية والمناخ “.

إن السفر من أجل الحصول على العلاج والصحة يأخذ أنماطُ وأشكالُ متعددة ، فقد يتجه السياح إلى مواقع المنتجعات العلاجية بغرض إنقاص الوزن ، أو الابتعاد عن الضوضاء أو الإقلاع عن الإدمان والتدخين ، كما يسافر مرضى الروماتيزم والنقرس وأمراض الصدر إلى مواقع السياحة العلاجية المتمثلة بالينابيع المعدنية للاستفادة من المقومات الطبيعية المتوفرة فيها ، بهدف تخفيف ومداواة آلامهم والحصول على العلاج المطلوب.

أبرز مقومات السياحة العلاجية في الأردن

تتنوع مقومات السياحة العلاجية في الأردن من موقع سياحي إلى آخر، فبعض المواقع تتميز بوجود الرمال المعدنية، وأخرى تتميز باستخدام مياه البحر الميت في الاستشفاء عن طريق الاستحمام في المياه والدفن في الرمال، كما يوجد العديد من المقومات الطبيعية مثل: الينابيع المعدنية والجو الصحي وطرق العلاج الطبيعية والتقليدية، التي تساعد في تحسين صحة الإنسان ،وازدهار وتطوير المنتجعات الاستشفائية ، ومن أبرز مقومات السياحة العلاجية في الأردن ،المياه الكبريتية والرمال ذات الطبيعة الخاصة ، وتوفر الأمن والاستقرار ،والأطباء المتخصصين ذوي الخبرة العالية ،والخدمات السياحية المتميزة.

لقد حبا الله تعالى أراضي المملكة الأردنية الهاشمية بالعديد من المقومات الطبيعية التي تصلح لممارسة نمط السياحة العلاجية ، والتي تتنوع فيما بين المياه الكبريتية والمعدنية والرمال المشعة والمناخ الجاف النقي .

تعتمد السياحة العلاجية في الأردن بشكل كبير على المقومات الطبيعية العلاجية المتوفرة بالبيئة، وتعد البيئة الأردنية من البيئات الطبيعية الغنية التي تتواجد فيها العناصر الطبيعية ذات الأهمية العلاجية.

ما شكل التوزيع الجغرافي لمواقع السياحة العلاجية في الأردن

على امتداد حفرة الانهدام في الأردن، توجد العديد من مواقع السياحة العلاجية ، فتوجد العديد من الينابيع المعدنية الحارة بدءاً من المخيبة في أقصى الشمال، وصولاً لحمامات عفرا وأبو ربيطة في الجنوب ، فالأردن يتمتع بالعديد من المواقع الطبيعية،التي قلما توجد في بلد آخر ،ومن أهم هذه المواقع ،حمامات عفرا وحمامات أبو ربيطة في الطفيلة ،وحمامات ماعين في مأدبا ، وابن حماد وعين ساره وعين القلعة وويدعه في الكرك ،وزار جنوب وادي الزرقاء ماعين ،ونبع حمة جرش، الذي يوجد في مجرى نهر الزرقاء ، ونبع دير علا الذي يخرج من المنطقة المنخفضة عند دخول نهر الزرقاء في منطقة وادي الأردن ،ومنطقة المخيبة الأردنية على مشارف نهر اليرموك ،وحمامات الشونة الشمالية ،وحمامات أبو ذابلة والتي تقع على بعد 2كم شمال شرق طبقة فحل ،ومياه البحر الميت وغناها بكافة أشكال المعادن والأملاح ، وتتنوع العيون المعدنية في درجة حرارتها ، حيث توجد عيون طبيعية ذات درجات حرارة مرتفعة ، مثل حمامات ماعين في مأدبا ، وأخرى ذات درجات حرارة منخفضة مثل عين القلعة في محافظة الكرك

مواقع السياحة العلاجية في الاردن

تعتبر الأماكن التي يستطيع المرء الحصول فيها على الشفاء الجسدي والعاطفي قليلة للغاية، وربما تعتبر الاماكن في الأردن احدى تلك الأماكن القليلة التي يختفي فيها المرض الجسدي مع العاطفي. ويعود ذلك إلى الطبيعة الخلابة المتوفرة في الأردن بكافة مواردها العلاجية بدءا بالمياه الحارة الغنية بالمعادن مرورا بالوحل البركاني والطقس المعتدل وانتهاء بالمناظر الطبيعية الخلابة.

ويعتبر الأردن واحدا من الدول الرائدة في مجال الاستشفاء العلاجي، حيث أنه بالإضافة إلى موارده الطبيعية العلاجية من المياه المشبعة بالمعادن وشلالات المياه الساخنة والوحل البركاني، فإن الله أيضا قد حباه بالعديد من المستشفيات المتميزة والأطباء البارعين والذين أكسبوا الاردن مكانة معروفة في كافة أنحاء العالم.

مواقع العلاج الطبيعي:هنالك العديد من المواقع السياحية الغنية بالمياه المشبعة بالمعادن والوحل البركاني، واللتان تجعلان منها منتجعات استشفائية يرتادها العديد من الأشخاص. وتاليا بعض من أهم تلك المواقع الاستشفائية:

البحر الميت

Dead Sea

تعتبر هذه المنطقة منطقة دافئة ومشمسة طيلة العام، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة فيها 30.4 درجة مئوية. وتعتبر أشعة الشمس الرائعة في منطقة البحر الميت غير ضارة البتة للبشر القاطنين في تلك المنطقة. أما فيما يتعلق بالهواء فهو جاف ومشبع بالأكسجين. ويشتهر البحر الميت بطينه الأسود الغني جدا بالأملاح والمعادن. وتحتوي مياه البحر الميت على نسبة عالية من الأملاح، وخصوصا الكالسيوم والمغنيسيوم والبروم. هذا وإن التركيبة الفريدة من الأملاح والمعادن في تلك المياه تعتبر احدى المصادر الهامة للاستشفاء الطبيعي والذي يشرف عليه في المنتجعات المتوفرة مجموعة من الأشخاص ذوي الاختصاص .

حمامات ماعين

maen

وتبعد خمسة وثمانين كيلومترا إلى الجنوب من عمان، وتنخفض عن سطح البحر بمقدار 120 مترا. وهي مشهورة بمنتجعاتها وعياداتها الطبيعية التي توفر العلاج للمرضى الذين يعانون من الأمراض الجلدية وأمراض الدورة الدموية والعظام والمفاصل والظهر والآلام العضلية، حيث توفر العيادات في تلك المنطقة أيضا نشاطات التدريب الجسماني.

الحمة الأردنية

تقع الحمة على بعد 100 كيلومتر إلى الشمال من عمان، وتعتبر واحدة من أكثر المواقع العلاجية والسياحية الحيوية في المنطقة. ولقد تم تأسيس منتجعاً وبعض العيادات التي توفر العديد من الخدمات لزائري تلك المنطقة. وهنالك مركز للأشخاص الذين يعانون من أمراض ومشاكل في الجهاز التنفسي علاوة على مراكز توفر العلاج من الأمراض الجلدية والأمراض المتعلقة بالجهاز العصبي والمفاصل. ومن ناحية أخرى فإن فندق الحمة يمكن أن يوفر ملاذا للأشخاص الذين قد يرغبون بالبقاء أكثر من ليلة واحدة.

حمامات عفرا

في الجنوب من الأردن، وعلى بعد 26 كيلومترا فقط من الطفيلة، تنطلق المياه الحارة من أكثر من 15 مصدرا لتملأ أجواء المكان بالمعادن الشافية. ويقول الخبراء أن هذه المياه على وجه التحديد لديها قوة هائلة على معالجة العقم والدوالي وفقر الدم والروماتيزم. ولقد تم بناء مركزاً للخدمات العامة بجانب المطعم والعيادة الطبيعية.

المستشفيات

يتمتع الأردن بشبكة طبية في كل من القطاع العام والخاص. وتعتبر الخدمات الطبية في الأردن مشهورة بإبداعها وبوجود بعض من أفضل الأسماء في مختلف الفروع الطبية. وفي عمان العاصمة، هنالك العديد من المستشفيات المتخصصة والتي تعالج السرطان وأمراض القلب والأمراض البصرية والعقم وطب الأسرة علاوة على مجالات التخصص الأخرى.